ولد الفنان نصرالدين مصطفى شمس الدين في بلدة جون الشوف في 27 حزيران سنة 1927 من اسرة عريقة من عائلة المشايخ وهو السادس بين إخوته التسعة. ورث جمال الصوت من والدته التي شجعته منذ صغره عندما لاحظت عشقه لسماع الأغاني وحفظها فاشترت له عوداً وساعدته على صقل موهبته. درس نصري في مدرسة جون الإبتدائية وكان يغني دائما لرفاقه في الصف. بعدها بدأ يغني في أعراس وحفلات الضيعة حيث لقب بمطرب الضيعة. إنتقل نصري إلى مدرسة المقاصد في صيدا وأنهى المرحلة الثانوية. في سن السابعة عشر مارس مهنة التعليم في مادة الأدب العربي في مدرسة شبعا ومن ثم في مدرسة الجعفرية في صور. بعد حفلة غنائية أقامها لتلامذته في الصف مدندنا على العود خُيّر من قبل مدير المدرسة بين التعليم والفن. فما كان عليه إلّا أن يقدم استقالته وتبِع ما أحبّ وعشق من فن وطرب وغناء. إنتقل بعدها إلى بيروت وتعرّف على شركة نحاس فيلم وسافر معهم إلى مصر للعمل مع فرقة اسماعيل ياسين ولكن لم يحالفه الحظ فتابع دراسة الموسيقى مدة ثلاث سنوات في الكونسرفتوار. عاد الى لبنان وعمل في مصلحة الإتصالات الهاتفية. جاءت الصدفة أن قرأ إعلاناً في إحدى الصحف بأن إذاعة الشرق الأدنى بحاجة إلى كورس فسارع إليها ليقف أمام لجنة مؤلفة من الأخوين رحباني , عبد الغني شعبان وحليم الرومي. وقع خيار الأخوين رحباني عليه وبدأ مشواره الفني معهما سنة 1954الذي دام )سبعة وعشرون عاماً. انطلق نصري مع الأخوين رحباني والسيدة فيروز بتقديم اسكتشات قصيرة أهمها أيام عالبال - كاسر مزراب العين – يا سروجي – براد الجمعية – حلوة وفيلا وأتومبيل – جاب الدب – رابوق – قومو نامو – لعيب الفوتبول – المعصرة – وغيرهم ). بحلفك يا طير بالفرقة كانت أول أغنية غنّاها نصري من كلمات أسعد السبعلي وألحان فليمون وهبي كما إنه قام بتلحين بعض أغانيه. بدأ أعماله المسرحية الغنائية مع الأخوين رحباني والسيدة فيروز في بعلبك - الأرز - البيكاديللي وكازينو لبنان حيث كان أول مهرجان قام به في بعلبك " ايام الحصاد سنة 1957 – ثم المحاكمة سنة 1959 – بعدها موسم العز سنة 1960. ومن ثم عودة العسكر – البعلبكية – جسر القمر – الليل والقنديل – بياع الخواتم – دواليب الهوا – فخرالدين – هالا والملك – الشخص – جبال الصوان – يعيش يعيش – صح النوم – ناطورة المفاتيح – ناس من ورق – قصيدة حب – المحطة – لولو – ميس الريم – بترا . شارك الأخوين رحباني والسيدة فيروز في مهرجانات دمشق الدولية سنويا وحفلات مصر – الأردن – تونس – المغرب – الجزائر - باريس ولندن. من أعماله السينمائية ( بياع الخواتم – سفربرلك – بنت الحارس ). كما أحيا مع صباح ووليد غلمية مهرجان الوهم في جبيل. من أعماله التلفزيونية ليلة الهدايا - قسمة وناصيب - ليالي السعد - ضيعة الأغاني - مع الحكايات - دفاتر الليل - ليلة الهدايا - سهرة حب - ساعة وغنيه. أسس نصري فرقة جون للرقص الشعبي التي عملت معه في مهرجانات بيت الدين وأهمها (وادي الغزّار – جوار الغيم – جهلة بو فارس - وادي الزعرور - مدينة الفرح – أيام صيف). قدّم العديد من الأغاني الخاصة وتعاون مع معظم الملحنين والمؤلفين في ذلك الوقت أمثال الملحنين الأخوين رحباني - حليم الرومي – فليمون وهبة – توفيق الباشا – زكي ناصيف – عفيف رضوان – حسن غندور – محمد محسن - سمير مجدي - نقولا يواكيم - حسيب حيدر - سهيل عرفه - جورج تابت - عبد الغني شعبان - خالد ابو النصر - سامي الصيداوي - ملحم بركات – الياس الرحباني – زياد الرحباني - ايلي شويري - عماد شمس الدين . الشعراء – الأخوين رحباني - طانيوس الحملاوي – أسعد سابا – أسعد السبعلي – عبد الجليل وهبي – مصطفى محمود – سامي الصيداوي – مارون كرم - توفيق بركات - وليم حسواني - ايلي شويري - طعان أسعد – ميشال طعمه - شفيق المغربي - عبد المنعم فقيه - وغيرهم. لديه أكثر من خمسمئة أغنية مسجلة في الإذاعات العربية واللبنانية. حتى الآن ليس هناك أي إحصاء لعدد الأغاني التي غنّاها نصري. هناك العديد من الأغاني المسجلة في إذاعات وتلفزيونات البلدان العربية ولبنان والكثير من الحفلات والمقابلات المبعثرة والمندثرة التي لم تتسنى لمحبي نصري سماعها أو مشاهدتها. أقام العديد من الحفلات الغنائية في لبنان وفي عدد كبير من البلدان العربية – مصر- سوريا – الكويت – الأردن – العراق - ليبيا – تونس - الجزائر - دبي . كما قام برحلات فنية الى اوروبا – افريقيا – استراليا – أمريكا الشمالية والجنوبية . حصل على عدة أوسمة من لبنان – مصر – الكويت – سوريا – الأردن – إفريقيا – البرازيل وباريس. من أهم هواياته المطالعة , الزراعة وخصوصا الزيتون حيث كان يملك معصرة للزيت. كما عرف عنه بالصيّاد الماهر وملك لعبة الداما وطاولة الزهر. تزوج من يسر الداعوق سنة 1956 وانجب منها مصطفى والمازة (توأم), مي ,ماهر , ريما ولينا (توأم). توفي نصري على المسرح في دمشق في 18 آذار 1983 إثر نزيف دماغي. وبذلك حقق أمنية طالما رددها بأن يموت وهو يعانق الخشبة التي عشقها وقدّم عليها أجمل ما لديه. بوفاته فقد الفن اللبناني والعربي مطربا وممثلا مسرحيا ترجم أعمال الأخوين رحباني بنجاح. تميز بصوته الرائع وحضوره اللامع مما جعله العامود الفقري الأول للمسرح الفلكلوري اللبناني. فهو بحق عملاق المسرح الغنائي في لبنان والوطن العربي.
The Lebanese singer Nasri Shamseddine was born on June 27, 1927 in Joun, a small village in Mount Lebanon. He inherited his vocal talents from his mother and started singing at the age of six. He took part in choirs and plays at school, and he taught himself how to play the oud. Nasri finished high school, and then started to teach. However, because he associated everything with music, it was without surprise that he was fired for singing to his students in class.Throughout the years, Nasri continued to try new jobs, but lost them due to his love of music. In 1950, when he was twenty-three, Nasri traveled to Egypt, which at the time was the musical center of the Arab world. There, he worked on his vocals and also became more familiar with playing the oud. Upon his return to Lebanon, Nasri applied for a chorus position at a radio station. This was where he met Fairouz and the Rahbani brothers, and started working with the famous singer. The duo sang together on radio stations before heading to the theater. They performed together in 1957 in Baalbak as well as in the Cedars of Lebanon. In 1967, Nasri and Fairouz started their annual musicals at the Picadilly Theater in Beirut. He also performed in Beyt Eddine with Sabah, Wadih Al Safi, Majdala and many others. Still though, Nasri remained unsatisfied, so he took on a solo career as well as major roles in three movies. Additionally, in order to be recognized internationally, he traveled to Africa, Asia, Australia, Europe, and North and South America. He declared that his favorite country was Brazil. Nasri adhered to the Lebanese dialect in his songs, which was very attractive to the common Lebanese public who were mostly from the countryside and mountainous regions. However, Nasri’s singing career was an uphill battle. Even though he grew up in a small town and his surroundings were not very supportive of his career choice, his determination helped him find the success he desired. His career as a singer, performer and actor continued for thirty years. Today, , his songs, movies, and plays are still broadcasted all over the world. Nasri Shamseddine had always dreamt of dying on stage and his dream became a sad reality when he suffered an aneurism on stage in Damascus, Syria on March 18, 1983. Nasri Shamseddine is a legend, with a unique voice that has no equivalence. He is considered to be one of the greatest Arab singers of all times, and he will never be forgotten..